
قد نصف الشمس بأنها أمنا الحنون , و لولاها لما كانت الحياة على سطح الأرض , هذا صحيح ... و لكن في نفس الوقت , يمكن لبعض أشعتها ( الأشعة فوق البنفسجية ) أن تسبب الضرر للجلد و العيون , و قد تكون سبباً في الإصابة بسرطانات الجلد ( خاصة الـ Mélanome ) , و بالشيخوخة المبكرة .
و يجب العلم أن التعرض المفرط لأشعة للشمس في فترة الطفولة , و إصابة الطفل بعدة حروق شمسية , يرفع بشكل كبير من احتمال الإصابة بالميلانوم في عمر متقدم , حيث أن التأثير السلبي للأشعة فوق البنفسجية على الخلايا الجلدية هو تأثير تراكمي .
و الأطفال هم أكثر تأثراً بأشعة الشمس من البالغين , بسبب ضعف عوامل الحماية الطبيعية لديهم ( الطبقة المتقرنة أقل سماكة , النظام الصباغي لديهم غير ناضج ) , كما أن النسبة ( مساحة سطح الجلد / الوزن ) هي أكبر عند الأطفال منها عند البالغين .
بالإضافة إلى أن الأطفال أكثر تعرضاً لأشعة الشمس من الكبار ( باحة المدرسة , الحدائق العامة , اللعب في الهواء الطلق , الشاطئ , الجبل ... ) .
لذلك يجب اتباع قواعد صارمة , و إجراءات إضافية , لحماية الأطفال من أشعة الشمس , في كل وقت , و في كل مكان .
· الرضع قبل عمر السنة , لا يجب تعريضهم مطلقاً لأشعة الشمس , لأن بشرتهم و عيونهم تكون لا تزال حساسة جداً .
ملاحظة :
قد يعرض بعض الآباء أطفالهم للشمس من اجل اصطناع الفيتامين D , تجنباً للكساح , هذا خطاً كبير , مع العلم أن التعرض لعدة دقائق يومياً لأشعة الشمس اللطيفة في فترة العصر تكون كافية لاصطناع الحاجة اليومية من فيتامين D , و لكن مع ذلك بفضل الاعتماد على التغذية و المكملات الغذائية ( نقط فيتامين D ) التي يصفها الطبيب , لأن ضرر الشمس في هذه المرحلة من العمر , أكبر بكثير من الفائدة المرجوة منها .
· بالنسبة للأطفال الأكبر سناً يمكن السماح بالتعرض المحدود للشمس خارج أوقات الظهيرة ( تجنب الفترة الواقعة بين الساعة 10 – 16 ) , و لكن مع أخد كافة إجراءات الوقاية .
يجب الانتباه إلى :
- تجنب أشعة الشمس المباشرة , لا يجب ترك الأطفال يلعبون تحت أشعة الشمس , و إنما يجب البحث لهم دائماً عن أماكن مظللة , للعب , أو لوضع عربة الطفل التي من الضروري أن تكون مجهزة بشمسية مناسبة .
- تجنب أشعة الشمس المعكوسة , من قبل الرمال و المياه و الثلج ( الرمل يعكس 15 % من الأشعة الشمسية , الماء 25 % , الثلج يعكس 80 % ) , الانعكاس يضاعف مقدار الأشعة التي تصل إلى سطح الجلد , و يجعل الأشعة تصل إلينا حتى و إن كنا جالسين في الظل .
- تجنب الإحساس الخاطئ بالأمان الذي تولده الغيوم , و ذلك لأن الغيوم تحجب جزء كبير من الأشعة المرئية , و لكنها تمرر 80 % من الأشعة فوق البنفسجية .
- تجنب أشعة الشمس في أعالي الجبال , في الجبال تكون طبقة الغلاف الجوي أقل سماكة , و بالتالي تكون كمية الأشعة الواصلة إلينا أكبر , ( الغلاف الجوي يمتص جزء كبير من الأشعة فوق البنفسجية المتجهة إلى سطح الأرض ) .
بالإضافة إلى ذلك يجب التقيد بما يلي :
- إلباس الطفل ملابس سميكة تغطي بشرة جسمه , لمنع وصول الأشعة إلى الجلد .
- وضع قبعة لحماية الرأس و الوجه .
- استعمال نظارات شمسية طبية خاصة بالأطفال , لحماية عيون الطفل ( شديدة الحساسية ) من أذية الأشعة فوق البنفسجية .
يجب دعم هذه الإجراءات بمستحضر واق شمسي مناسب خاص بالأطفال , ليس فقط على الشاطئ , و إنما أيضاً في أعالي الجبال , في المدرسة , في الحدائق العامة , ...
الكريم الشمسي يجب أن يكون ذو عامل حماية لا يقل عن 25 , و أن يطبق بكمية وافرة , و يجدد كل ساعتين .
كما يجب التنويه إلى أنه لا يجب استعمال الواقي الشمسي الذي يستعمله الكبار , و إنما يجب أن يكون مخصصاً للأطفال .
و قد طورت مختبرات التجميل العالمية , مستحضرات للوقاية الشمسية خاصة بالأطفال , تتميز بما يلي :
- غنية بالسواغات الدسمة من أجل حماية بشرة الطفل من الجفاف ( الطبقة المائية الدهنية السطحية عند الأطفال تكون أقل أهمية منها عند البالغين ) , بشرة الأطفال أكثر عرضة للجفاف من بشرة البالغين تحت تأثير أشعة الشمس .
- درجة حماية عالية من أشعة UV.A) و UV.B ) معاً .
- تعتمد على المركبات المعدنية العاكسة للأشعة , و تكون خالية من الفلاتر الشمسية التي قد تسبب الحساسية للطفل .
- خالية من العطور و المواد الحافظة , لكي تناسب بشرة الأطفال شديدة الحساسية , و عديمة التحمل .
- مقاومة للماء و ثابتة عند الاحتكاك مع الرمل ( تناسب نشاطات الطفل المتنوعة على الشاطئ , في المسبح , ... ) .
- ملون و ظاهر للعيان , من أجل عدم نسيان أي جزء من أجزاء الجسم .
- عملية و سهلة الاستعمال .
يجب مراعاة ما يلي عند تطبيق الواقي الشمسي :
- ترك الوقت للواقي الشمسي ليمتص من قبل البشرة ( نصف ساعة ) قبل التعرض للشمس , لذلك يفضل تطبيق الكريم الشمسي قبل الخروج من المنزل , حتى يكون الطفل جاهزاً لدى الوصول إلى الشاطئ , لأننا غالباً لا ننجح في جعله ينتظر .
- تطبيق الواقي الشمسي بكمية وافرة , مع التركيز على المناطق المعرضة للأشعة بشكل عمودي , ( الكتفين , الأذنين , الأنف , الوجنتين , الوجه الأمامي للفخذين , الوجه العلوي للقدمين ) و ذلك بتطبيق طبقة ثانية من الواقي الشمسي بعد 1/2 ساعة .
- التركيز على الشامات و الوحمات الجلدية .
- تجديد الواقي الشمسي بعد السباحة و التعرق ( كل ساعتين كقاعدة عامة ) .
الدكتورة الصيدلانية غزل محمد حاج خليل
|